بمرارة شديدة يحيي الإسرائيليون هذه الأيام الذكرى الـ 35 لإخلاء مستوطنة "ياميت" بشمال سيناء عام 1982، في إطار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
ضمت المستوطنة التي كانت على مقربة من مدينة رفح وتحديدًا من قرية أبو شنار آلاف المستوطنين، الذين رفضوا الخروج منها، على اعتبار أنها جزء من "إسرائيل الكبرى".
شهدت عملية الإخلاء مواجهات عنيفة بين المستوطنين وقوات الاحتلال، واستمرت العملية ثلاثة أيام بمشاركة 20 ألف جندي إسرائيلي، وفي النهاية سلم الإسرائيليون المنطقة لمصر وقد أضحت ركاما، إذ قامت نحو 50 جرافة بتدمير "ياميت"، مع استخدام نحو 7000 كيلو غرام من الديناميت، بتحويل المستوطنة إلى أثر بعد عين.
مواجهات بين جنود الاحتلال ومستوطنين تحصنوا فوق أحد المنازل
“التقيت شخصيا مع بيجين وشارون وسياسيين آخرين. أكد جميعهم أنه لن يتم إخلاء المدينة . قال بيجين إذا ما تحدث المصريون عن الإخلاء في كامب ديفيد فسوف يجمع أوراقه ويرجع قافلا. كان هناك شعور بأن الحديث يدور عن لعبة يشارك فيها الجميع. لكن فقط في النهاية اتضح أنهم يخططون للإخلاء"، يقول الإسرائيلي "حاييم نحشوني" الذي اضطر لإخلاء قرية زراعية "موشاف" أقامتها إسرائيل على مقربة من "ياميت".
ما زال في اعتقاد "نحشوني" أنه كان بالإمكان الإبقاء على المنطقة بشمال سيناء تحت سيادة إسرائيلية، دون خسارة السلام مع مصر.
ويضيف في حديث لاستديو صحيفة "يديعوت أحرونوت":أرسلتنا الحكومة إلى هناك في السبعينيات، أقمنا مستوطنات جديدة وكان هناك توجه لتطوير منطقة زراعية وحضرية وسياحية كبيرة للغاية هناك. أقمنا المنازل، والقرى، وتمنينا أن نصبح حدود السلام، إذا ما حدث سلام يوما مع مصر. هذا أيضا ما أكده لنا إسحاق رابين عندما جاء لزيارتنا. حيث قال :”ستكونون حدودًا للسلام"، وبالفعل بقينا هناك سنوات حتى اندلاع السلام مع مصر".
وقال "نحشوني" إن أحدًا لم يكن يصدق أن تقدم إسرائيل على هذه الخطوة، في وقت أكد معظم سياسيوها أنه لن يكون هناك إخلاء تحت أي ظرف، مشيرا إلى أن المصريين أنفسهم لم يكونوا واثقين من تنفيذ إسرائيل لتلك الخطوة التي كانت سابقة هي الأولى فمنذ حرب فلسطين عام 48 لم تخل إسرائيل مستوطنات. أعلن المصريون أيضا أنهم ليسوا معنيين بأية مستوطنة".
35 عاما على الإخلاء، إلى أي مدى من وجهة نظرك كانت هذه خسارة سواء على المستوى القومي أو الشخصي؟
رد الإسرائيلي "نحشوني" على سؤال "يديعوت" قائلا :”في البداية سيطر علينا شعور بأننا تعرضنا للخيانة منهم جميعا. رغم التعويضات السخية التي حصلنا عليها وإعادة التأهيل و التوطين. أقمنا مستوطنة جديدة في محيط غزة. يسكنه حاليا حوالي ألف شخص، الآن تراضينا. من وجهة النظر القومية أعتقد أننا أوجدنا هنا سابقة بدونها لم نكن لنخلي فيما بعد أية مستوطنة مهما كانت الظروف. في رأيي كان هذا فشلا".
لا أحد يشكك في أن السلام قيمة كبيرة ومهمة، لكن كان بالإمكان الإبقاء على هذه المساحة التي لا تذكر من سيناء تحت السيادة الإسرائيلية. كان الأمر ليتطلب تعديلا بسيطا في الحدود، لأن ياميت وكل القرى الزراعية حولها كانت آنذاك نوعا من التجديد".
تعليقات
إرسال تعليق